الجمعة، 4 يناير 2013

نصائح مفيدة لجميع من يهتمون بتعلم اللغة الانجليزية للمبتدئين



في البداية أود أن أوضح أن السبب الوحيد في كتابة هذا الموضوع هو لنشر الفائدة حيث أنه بعد الصعوبات الشديدة التي واجهتها في تعلم هذه اللغة (والتي ما أزال أتعلمها) وجدت أن هذه التجربة قد تستطيع أن تساعد بعض الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في تعلمها،
أود أن أبدأ بتوضيح نقطة مهمة وهي عادة معروفة لمعظم الأشخاص وهي: إن كل إنسان يتميز بنوع معين من الذكاء ومن المعتقد أن المجموع الكلي للقدرة العقلية للشخص هو متساو مع الأشخاص الآخرين ولكن يختلف التوزيع (والتي ندعوها بالعامية تركيبة عقلو). بعض الإبداعات تكون عادة واضحة مثل الأشخاص الذين يتمتعون بموهبة في الرسم أو الموسيقا مثلاً، ولكن طبعاً حتى نجد هذه الموهبة يجد أن تتوفر الأداة المطلوبة (كالآلة الموسيقية مثلاً) لأنه بدونها لن نستطيع التعبير عن هذا الإبداع.

ولهذا السبب يكون اكتشاف بعض المواهب صعباً لأن الأداة التي تعبر عن الموهبة تكون غير متوفرة في البيئة المحيطة. وعادة ما يكون عدم وجود الأداة داعيا للإحباط لأنه يسبب شعوراً بضعف القدرات العقلية مقارنة مع الآخرين.

إذاً ما الحل؟

الحل إما أن نقرأ عن أنواع الذكاء ونحاول معرفة لأي نوع ننتمي نحن، أو أن نجرب هوايات ونشاطات مختلفة حتى نعثر عن الشيء الذي نجد نفسنا بارعين فيه. إلا أنني لا أنصح بالطريقة الثانية إلا بعد الأولى لأنها تستغرق الكثير من الوقت.

والآن لنعود إلى الموضوع الأساسي:

استغرقت زمنا طويلا لمعرفة طريقة التفكير التي أتميز بها ومعرفة الأشياء التي تستهويني ولكن – مع الأسف – لم تكن اللغات من الأشياء التي أبرع بها أو بتعلمها.

وبغض النظر عن قدراتي كان علي أن أبدأ بتعلم هذه اللغة في وقت من الأوقات، وكانت المراحل على الشكل التالي:

المرحلة الأولى: مرحلة المعاهد التقليدية: (مثال: معهد اللغات)

على الرغم من بدائية أساليب التعليم في هذا المعهد، وانخفاض مستوى الاحترام للأشخاص فيه، وشبه أساليبه بأساليب المدارس الحكومية إلا أنه من الممكن أن يكون نافعاً بشكل كبير وخاصة إذا كان الشخص لا يزال في نهاية المرحلة الثانوية أو بداية المرحلة الجامعة، حيث أن الطلاب في هذه المرحلة يكونون غير معتمدين على أنفسهم بشكل كلي في الدراسة. ما أقصده هو أن الطلاب لا يعرفون ما عليهم أن يدرسوا بدون أن يأتي المدرس ويخبرهم أن يدرسوا الصفحة الفلانية وأن عندهم تسميع في اليوم التالي للمفردات الجديدة (ويا ويلوا اللي بيكون ما درسون) لذلك ومن منطلق الخوف من الإحراج عادة يدرس الطلاب بشكل جيد ويتعلمون العديد من المفردات التي لا بأس بها، والأهم من ذلك أنه بنهاية هذه المرحلة يجب أن يكون الطالب قد أنهى معظم المعلومات القواعدية ويجب أن لا يضطر لإعادتها كل فترة لأنها يجب أن يكون قد فهمها بشكل كاف.

وهنا أنا لا أقصد معهد اللغات بالتحديد، وإنما اخترته لأنه معروف لمعظم الطلاب ولأني بدأت به. إلا أننا من الممكن أن نصنف جميع المعاهد التي تتبع نفس الطريقة في نفس التصنيف. وما أقصده بالطريقة هو:

- تحديد طريقة الدراسة من قبل المدرس.

- تحديد ما هو المطلوب للدرس القادم من قبل المدرس.

- التركيز على المعلومات القواعدية.

- استعمال أساليب مشابهة للمدرسة (مثلاً كأن يقول المدرس: مين مانو حافظ الكلمات تبع مبارح).

- معاملة الطلاب باعتبارهم غير ناضجين كفاية لكي يتخذوا قرارات مهمة بأنفسهم.

وخلاصة هذه المرحلة هو أنه على الرغم من سلبيات هذه المعاهد إلا أنها مرحلة أساسية ويفضل أن لا نتجاوزها لأن المعلومات التي نتعلمها بها قد لا نستطيع أن نتعلمها في المعاهد التي تتبع للمرحلة اللاحقة.

وقد يظن العديد من الأشخاص أن كون مدرسي هذه المعاهد هم أشخاص لا يتحدثون الانكليزية كلغة أم هو شيء سيء، في حين أن هذا الشيء له إيجابيات عديدة أبسطها أن يرشدنا المدرس إلى الطريقة التي أتبعها هو في تعلم اللغة.

المرحلة الثانية: مرحلة المعاهد الأجنبية:

حتى تتحقق الفائدة المرجوة من هذه المرحلة يفضل أن تأتي بعد المرحلة السابقة، حيث يتميز المدرسون في هذه المعاهد أن لهم نظرة مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها. فبينما يعاملنا المدرسون عادة كطلاب يحتاجون لأبسط التوجيهات، يقوم المدرسون الأجانب بالنظر إلى الطلاب على أنهم شباب ناضجون يعرفون ما هو الخير لأنفسهم وليسوا بحاجة إلى توجيه بغض النظر عن حقيقة نضوج هؤلاء الطلاب.

وهذا الشيء قد يسبب صعوبات كثيرة إن لم يكن المرء قد نضج من هذه الناحية، ولهذا السبب نجد العديد من الطلاب في هذه المعاهد الذين لا يستفيدون شيئاً من الدورات وإنما يذهبوا للتسلية وتمضية الوقت. ومما يساعدهم على هذا الأسلوب أن الأساتذة قلما يوبخون الطلاب، والأخطر من ذلك أن جميع من يدفع رسم الدورة سوف ينجح بها سواء كان محققاً لشروط النجاح أم لا. وحتى الطلاب الذين يغيبوا أكثر من نصف أيام الدورة ينجحون ويتقدمون إلى المستوى التالي.

ولكن الميزات الأساسية التي تتمتع بها هذه المعاهد يمكن تلخيصها فيما يلي:

- المدرسون يتحدثون الانكليزية كلغة أم، وبالتالي يساعدون الطلاب في تعلم بعض التعابير واستخدام بعض الأزمنة بالشكل الأمثل، الشيء الذي يمكن فقده عند المدرسين الذين لا يتحدثون الانكليزية كلغة أم.

- يكون مستوى الطلاب (عادة) أفضل من المستوى العام للطلاب في المعاهد الأخرى.

- يتعامل الأساتذة مع الطلاب على أساس أنهم أناس واعون ليسوا بحاجة للتوجيه.

- يساعد المدرسون الطلاب على التعرف على الحضارة الغربية ومصطلحاتها، حيث أن اللغة تكون عادة مرتبطة بحضارة ولذلك لا يمكن تعلم لغة أجنبية في سياق عربي. ولكن يجب الانتباه إلى هذه النقطة بشدة، لأن المدرسين عادة يتحدثون عن قيمهم بطريقة قد تخدع كثير من الناس، حيث أنهم يتحدثون عن محاسنهم ومن النادر جداً أن يذكروا مساوئ. ولذلك يجب أن يكون الطلاب حذرون جداً من الانجراف في التيار الوهمي الذي يحاول المدرسون إنشائه.

إلا أن كتابة المواضيع في هذه المعاهد ضعيفة إلى حد ما ويجب أن يبذل الطالب جهداً إضافياً حتى يحسن مهاراته من ناحية الكتابة، كأن يكتب أكثر مما يطلب منه ويسأل المدرس أن يصحح له ما كتب.

المرحلة الثالثة: مرحلة الامتحانات العالمية (TOEFL – IELTS):

تتميز هذه المرحلة بصعوبتها بشكل عام، إلا أنها هي المرحلة عادة التي يحصد فيها الطلاب نتيجة المراحل السابقة. إلا أن هذه المرحلة غير واضحة المعالم، حيث أنه عادة لا يوجد دورات جيدة كفاية لهذه الامتحانات، وبالتالي على الطلاب الاعتماد على أنفسهم وعلى التجارب السابقة في الدراسة. ومما لا يخفى على أحد أن هذا يسبب شتاتاً كبيرة وإضاعة كبيرة للوقت.

وفي هذه المرحلة يبدأ الطلاب بتعلم الكلمات التي تتعلق باختصاصات مختلفة، كما يبدؤون بتعلم المرادفات، هذا بالإضافة إلى ضرورة تعلم مهارات القراءة والاستماع بشكل جيد. كما أنه في هذه المرحلة يجب أن تتبلور قدرة الطلاب على كتابة المقالات عن مواضيع مختلفة وتنظيم الأفكار بطريقة أكاديمية تليق بطلاب جامعيين.

ويجب الانتباه إلى ناحية ضرورية في هذا المرحلة، وهي أن التحضير للامتحانات المختلفة يتطلب نوعين من التحضير.

الأول: وفيه يتم التدرب على أسئلة الامتحان وطرق كسب الوقت خلاله ونوع الأسئلة الموجودة فيه. وهذه المرحلة ضرورية بشكل كبير حتى تعطي تقييما حقيقيا لمستوى الطالب. ويجب أن لا تستغرق هذه المرحلة أكثر من أسبوعين على أبعد تقدير.

الثاني: هو تحسين مستوى اللغة بشكل عام، وتأخذ هذه المرحلة عادة مدة طويلة ولكن يجب أن لا تزيد عن شهرين لأنه بعدها سيصاب الإنسان بالملل وسيصبح التقدم بطيءً جداً. ويتم تحسين المستوى عادة بحل نماذج عن الامتحان، ومن ثم إعادة تصحيحها واكتشاف مواطن الضعف والعمل على تقويتها، كذلك محاولة زيادة المفردات، والعمل على تحسين المهارات المختلفة.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن الطالب إذا كان يجد في نفسه المقدرة وكان مستواها يحقق المطلوب في الامتحان (من ناحية اللغة) فإنه يمكن أن يتجاوز المرحلة الثانية ويكتفي بالاعتياد على نمط الامتحان.

ونظراً أن هذه المرحلة لا تمتلك معالم واضحة، وفي بعض الأحيان من الصعب إيجاد دورات جيدة لذلك أنصح بالاستعانة بمدرس خاص مختص بهذه الامتحانات.

ومن الكتب التي أنصح بها بشدة في هذه المرحلة كتاب

400 Must-have-Words-for-the-TOEFL McGraw-Hill

المرحلة الرابعة: مرحلة الامتحانات المتقدمة: (GRE – GMAT):

وهذه الامتحانات تطلب عادة من الطلاب الذين يطمحون لدراسة الماجستير في جامعات أمريكا وكندا وبعض الدول الأخرى. وتتميز هذه الامتحانات بثلاثة أقسام: قسم الكتابة التحليلية، القسم اللغوي، والقسم الرياضي.

يتميز قسم الكتابة أنه بحاجة إلى قدرة كبيرة على التحليل والقدرة على القراءة بين السطور والإتيان بالأدلة والحجج المختلفة لدعم النقط المناقشة في المواضيع، وبالطبع هذا يتطلب الإلمام بعدد كبير من المفردات التي تتعلق بكل الاختصاصات تقريباً، بالإضافة إلى معرفة عدد لا بأس به من المرادفات. إلا أن دراسة القسم اللغوي من هذا الامتحان كفيلة بتأمين هذا الكم من المفردات.

القسم اللغوي: يتطلب هذا القسم دراسة اللغة الانكليزية من الناحية اللغوي. أي دراسة أصل وجذور الكلمات ومعرفة الاشتقاقات وكيفية معرفة معاني الكلمات عن طريق التحليل. وهذا بالطبع يتطلب دراسة عدد كبير جداً من المفردات والجذور، كذلك إلمام لا بأس بالديانات المختلفة والمذاهب الفلسفية. كما أن هذا القسم يحتوي على قراءة تحليلية، وتتميز النصوص في هذه الامتحانات بصعوبة كبيرة نظراً لأن المواضيع هي مواضيع علمية أو اجتماعية متقدمة، كما أن تركيب الجمل ليس بسيطاً، وإنما هو معد للطلاب الذين تجاوزوا مرحلة الدراسة الجامعية.

أما القسم الرياضي : أسئلة القسم الرياضي هي بمستوى الصف التاسع في سوريا، وتتألف عادة من مسائل ليست بالمعقدة عن الأشكال الهندسة وطرق الحساب. إلا أن هذه الأسئلة على الرغم من عدم تعقيدها، إلا أنها تتطلب درجة لا بأس بها من المحاكمة، والقدرة على التفكير بسرعة.
تحتوي هذه الأسئلة على كثير من الأمور التي يجب أن تفكر فيها مرتين قبل أن تعطي جواباً، وكما تحتوي على بعض الاحتمالات.
بعض هذه الأسئلة يكون من الصعب الإجابة عليه من نظراً لصعوبة اللغة المستخدمة، ولكن هذه الأسئلة هي قليلة.
أما الصعوبة هي عندما يتوجب عليك الإجابة بسرعة على الأسئلة على الرغم من طول نص السؤال أو نص الإجابة.
ذلك كله يخص امتحان الGRE أما فحص الـ GMAT فإني لم أتقدم لهذا الامتحان ولا أعرف ما مستوى امتحان الرياضيات الذي يحتويه.


أنا لا أقول أن هذه الامتحانات بالغة الصعوبة، ولكن على الطلاب الذين يتقدمون إلى هذه الامتحانات أن يكونوا مدركين لمستواها وكذلك أن يستغرقوا فترة كافية في التحضير حتى يستطيعوا تجاوزها بنجاح.

إن كل ما كتبت سابقاً هي بناء على تجربة شخصية استمرت على مدى أربع سنوات تقريباً، وهي، كأي طريقة أخرى، تحتوي على نقاط قوة ونقاط ضعف.

وفي النهاية أريد أن أنوه أن أهم شي خلال كل المراحل السابقة هو القراءة المستمرة في مختلف المواضيع، ومن الممكن أن يحافظ الإنسان على قراءة مقال معين في جريدة يومية، أو قراءة قصص من مستويات معينة أو القراءة ضمن الاختصاص الذي يدرسه الطالب في الجامعة.

كما أن الانضمام إلى Reading Groups يساعد بشكل كبير في المساعدة على الاستمرار في القراءة وعلى تقوية المحادثة وكسر حاجز ضعف الثقة بالنفس، لأن الفرد في هذه الحالة لا بد من أن يناقش غيره في الأفكار التي توصل لها من قراءته لكتاب معين. وبالتالي هي تضمن التعمق في القراءة وتحسين مهارات المحادثة.


وفي النهاية أتمنى أن تتحقق الفائدة المرجوة من هذا الموضوع وأن يساعد في رسم بداية الطريق

ومن لديه تجربة خاصة به فليضيفها لنا

والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق